تتوفر مدينة تاوريرت (المغلوبة على امرها) على أحزمة خضراء / غابات تساهم في المحافظة على التوازن البيئي وفي تفادي التصحر والتعرية ، كما تلعب الأحزمة الخضراء دورا مهما وفعالا خلال فصل الصيف بحكم الحرارة التي تعرفها المدينة ( 42 الى 45 درجة ) لكن الملاحظ إن بعض الأحزمة الخضراء أصبحت معرضة للنهب و القطع العشوائي..
فالانتهازيون / ما اكثرهم بمدينتنا ينتظرون بشغف كما اشرنا الى ذلك في مناسبة سابقة اعطاء الانطلاقة لبعض المشاريع التنموية بتاوريرت للاستحواذ على بعض الأحزمة الخضراء .علما بان بعض الأيادي حويطت دون لومة لائم ولا من قال اللهم ان هذا منكر بقع أرضية على ضفة طريق دبدو وقرب السوق المواشي.كان ما يقوم به هؤلاء هو عين الصواب ،،. فحتى الاحزمة الموجودة على ضفاف الطريق الوطنية رقم 6 والخط السككي لم تسلم من ذلك ، كما يتضح أن الحزام الأخضر الذي سبق للمستشار عبد العزيز مزيان بلفقيه – رحمة الله عليه – أن أعطى انطلاقته رفقة الوزير أبو أيوب لما كان وزيرا للفلاحة ومجموعة من الشخصيات سيصبح في خبر كان ، حيث سيقع له ما وقع للأحزمة الخضراء التي أنجزت فوق أرضها أحياء / الشهداء وليراك وتجزئة مولاي علي شريف ولمحاريك ،،وما وقع للحزام الأخضر بطريق تازة لانجاز ما يسمى بتجزئة النسيم / بالله عليكم هل الاسمنت يؤدي إلى النسيم ؟؟ إن الحالة لا تبشر بالخير...
وما وصلت إليه بعض نقط الأحزمة الخضراء قرب سوق المواشي وساحة لافيراي والمقبرة الجديدة ومطرح الازبال يبعث بحق عن الحسرة والشفقة / اين فرسان الاستحقاقات ...
لقد كانت مدينة تاوريرت 44 وبشهادة مجموعة من أبنائها الأوفياء منطقة خضراء بامتياز ،حيث كانت تحيط بها الأشجار المثمرة والمتنوعة من كل الجهات ، فحتى أشجار – التوت – و- تمر التورك – و – التغزاز – التي كانت تزين مدخل تاوريرت رونقا وجمالا وكان يتخذها بعض مستعملي الطريق الوطنية رقم 6 كمكان لأخذ قسطا من الراحة تم إعدامها...كما كانت تعتبر المنطقة المفضلة لدى ساكنة تاوربرت حيث كانوا يفضلون زيارتها بعد زوال كل جمعة ( سبحان الله مبدل الاحوال ) ... ونشيران مدينة تاوريرت كانت تتوفر على حديقة للتوت ، كان تلاميذ إعدادية علال بن عبد الله يتخذونها / أيام زمان لإجراء بعض حصص التربية البدنية ، كما كانت الحديقة تتوفر على ملعب لكرة القدم خاص بأ بناء الحي القديم ، لكن بقدرة قادر،، تحولت بعض جوانب الحديقة إلى مجمع للصناعة التقليدية و سكنى لأحد المسؤولين، دون نسيان أشجار الصبار (الهندية / الزعبول ) التي كان يتوفر عليها حي الهندية / النهضة حاليا..
إن ما نراه اليوم من زوابع رملية ( عجاج )، وتغبرات غير متوازنة في درجات الحرارة ، وفيضانات ( اربعة فصول في يوم واحد ) نتيجة الطريقة التي استغلت بها الغابات والأحزمة الخضراء ، وما كان ليحدث ذلك لو تم الاهتمام بالغابات والأحزمة الخضراء من منطق أهميتها في الحد من انجراف التربة والمحافظة على البيئة ..
وإذا ما استمر الحال على ما هو عليه فسلاما على الأحزمة الخضراء بتاوريرت ...
فهذا ملف نعتبره جاهزا للخروج به من دائرة الصمت والاجتماعات الجوفاء ، حتى يتحمل كل واحد مسؤوليته كاملة – بدون لف ولا دوران – إزاء مايقترف من جرائم في حق الأحزمة الخضراء التي صرفت عليها الدولة الأموال الطائلة قصد غرسها ..
فرحمة – ياسادة ويا دعاة المحافظة على البيئة – بما تبقى من أشجار تاوريرت المعطاء......